أهم الاخباراسليدرالتقارير والتحقيقاتالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"شاهدت لكقرأت لك

فاشية الأرجنتين تعيشها البلاد العربية ..

احجز مساحتك الاعلانية

في أمريكا اللاتينية كثير من التجارب الملهمة لدول الثورات العربية و التي عانت من بطش و تنكيل أكثر قمعاً و وحشية من التي يعانيها العرب سواء في مصر أو في اليمن أو في سوريا تلك الأيام ، خصوصاً في الملف الحقوقي و الإغتصاب و عمليات التعذيب الجنسي الممنهجة للمتظاهرات المختطفات .. على سبيل المثال واحدة من تلك التجارب الملهمة هي ” الأرجنتين ” التي أكتوت بنار الجنرال العسكري الديكتاتور ” خورخه فيديلا ” الذي جاء إلى السلطة بإنقلاب عسكري عام 1976 م ليحكمها بشعار ” الحكم بالرصاص ” بدعم أمريكي قوى سواء كان مالي أو تقني أو عسكري .. و خلال هذا الحكم العسكري الفاشي الديكتاتوري للأرجنتين فى الفترة التى سماها مجلسها العسكري حينها بـ ” إعادة التنظيم القومية للجمهورية للأرجنتينية ” بين أعوام 1976 – 1983 م أخُفى حوالي 30 ألف شخص فى حرب أمنية ضد إرهاب مزعوم سميت بالحرب القذرة و الآلاف من المختفين كان منهم حوالي 30% من الفتيات و السيدات .. كما أن آلاف النساء تم إخفائهن قسراً من كافة الشرائح العمرية خصوصا الشابات بدعوى أنهن ” إرهابيات تخريبيات بالإضافة إلى تخوينهن واعتقالهن من داخل منازلهن أو جامعاتهن و مقار عملهن أو المظاهرات ضد الحكم العسكري الديكتاتوري حينها بقيادة الإنقلابي الجنرال العسكري ” خورخه فيديلا ” و البطش الأمني .. فيما كانت النسبة الأكبر الطالبات اللاتي تم إختطاف الكثير منهن مع أطفالهن الصغار الرضع أو تم إغتصابهن داخل أماكن الإحتجاز و معسكرات الإعتقال السرية ليصبح نسبة الحوامل منهن نتيجة الإغتصاب الممنهج حوالى 3 % من إجمالي المعتقلات الذين يصل أعدادهم الى الآلاف فيما لم يتم حصر المزيد نظرا لإخفائهن ثم دفنهن في أماكن سرية فيما بعد أو رميهن بالطائرات فى المحيط ، و هناك تقديرات تشير إلى تعرض المعتقلين الرجال كذلك إلى جرائم من العنف و التعذيب الجنسي و لكن بنسب أقل من السيدات المعتقلات .. و نتيجة هذه الأساليب القمعية الوحشية تم إخضاع الأرجنتين للحكم العسكري و تناقصت حتى أنعدمت مظاهر الرفض لإستمرار حكم العسكر ، من ثم أختفت الإحتجاجات بسبب البطش و أنعدمت حريات الرأي و التعبير .. لم يتم ذلك إلا بعد أن أصبح آلاف من الأرجنتينيين خلف الشمس ، و آلاف من المعتقلين خصوصاً الفتيات لا أحد يعلم مصيرهن و أماكن إحتجازهن وسط معلومات متناثرة هنا و هناك عن تعذيب فاق كل التصورات .. كل هذا القمع و الوحشية الأمنية التي عاشتها الأرجنتين و التي عانت منها في السبعينيات اليوم تعيشها البلاد العربية و تعاني منها و تتجرع سمها على مرأى و مسمع الجميع دون تحريك ساكناً .. بقلم : نزار سمير ..

Related Articles

Back to top button